S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
محافظات-سانا
أوصى المشاركون في ندوة أقامها قسم اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية بضرورة الحفاظ عليها لكونها تمثل هوية الأمة وحامل فكرها وإرثها الثقافي و الحضاري.
ودعوا إلى إعلاء شأن اللغة العربية وبذل كل الجهود لإعطائها المنزلة التي تليق بها في الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية والعلمية والتأكيد على أنها الأداة الأرقى في البحث والتأليف والإبداع نظرا لقدرتها الممتازة على التواصل والتجديد والتوليد والاشتقاق والتعبير عن العواطف والمشاعر ومستجدات العصر.
وتحدث رئيس قسم اللغة العربية الدكتور هيثم غرة عن أهمية اللغة العربية وضرورة صونها مما اعتراها في الأزمنة المتأخرة والتمسك بها لكونها تمثل الحصن المنيع للهوية والوحدة وحياة الشعوب العربية والوعاء الذي يحمل إرثهم الثقافي والحضاري منبها إلى بعض الأخطاء الشائعة والاستعمالات غير الصحيحة التي انتشرت مؤخرا وضرورة تصويبها.
من جهته لفت الاستاذ في قسم اللغة العربية الدكتور محمود سالم إلى أن اللغة العربية تمكنت عبر العصور من تجاوز الصعوبات والتحديات التي تعرضت لها ومحاولات النيل منها لكونها لغة القرآن الكريم وما تتمتع به من خصائص تجديد ذاتية وقدرتها على التفاعل والاحتكاك مع باقي الثقافات والشعوب والعلوم حتى أصبحت لغة حضارية شاملة.
من جانبه دعا الأستاذ في قسم اللغة العربية الدكتور محمد موعد إلى تمكين اللغة العربية في مختلف ميادين الحياة لأن لا حضارة ولا فكر ولا هوية دون اللغة .
من ناحيته رأى الأستاذ في قسم اللغة العربية الدكتور غسان غنيم أن اللغة العربية من أعرق وأعظم اللغات الحية في العالم بما تمتلكه من خصائص وصفات وسمات برهنت على قدرتها على الصمود والبقاء والتجدد وعلى أن تكون لغة معاصرة تستجيب للمستجدات داعيا إلى العودة لاستعمال اللغة العربية الفصحى المبسطة التي يفهمها الناس في المدارس والمنابر الإعلامية والمعاهد والجامعات والابتعاد عن اللهجة العامية وإصدار قرارات ملزمة بهذا الشأن للحفاظ عليها وتطوير أساليب تدريسها والعناية بالترجمة لتكون نافذة على الحضارات الأخرى.
بدوره اعتبر الأستاذ في قسم اللغة العربية الدكتور أيمن الشوا أن بناء اللغة والحفاظ عليها هو عز الأمة وكرامتها لافتا إلى دور العلماء والرواد في تسليط الضوء على اللغة العربية فابدعوا تراثا خالدا عكس القيمة الحضارية لهذه اللغة.
وقدمت كل من الطالبتين في قسم اللغة العربية نيفين ازهر ودينا سعيد فارس مشاركتين أدبيتين أكدتا خلالها على جمالية اللغة العربية وغنى مفرداتها وأصالتها معتبرتين أن التفريط باللغة لا يقل جرما بالتفريط عن الأرض لأن ضياعها هو ضياع للأمة وثقافتها وحضارتها.
حضر الندوة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور خالد الحلبوني ونائباه وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة دمشق وحشد من الطلبة.
ويحتفل باليوم العالمي للغة العربية في 18 كانون الأول من كل عام والذي يصادف يوم صدور قرار الجمعية العامة في الأمم المتحدة بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
ندوتان ثقافيتان في اللاذقية ودير الزور
من جهة أخرى أقامت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعتي تشرين في اللاذقية والفرات بدير الزور اليوم ندوتين ثقافيتين.
ففي اللاذقية بين الدكتور المدرس في قسم اللغة العربية عبد الكريم يعقوب خلال الندوة التي حملت عنوان “لغتنا العربية ومواجهة التحديات” أن اللغة العربية واجهت تحديات كثيرة واستطاعت أن تتجاوزها بغنى مفرداتها وتراكيبها وقدرتها على استيعاب علوم العصر المختلفة فكانت لغة العلم والحضارة والأدب والفن لافتا إلى أنها تواجه اليوم تحديات أكثر خطورة أبرزها الغزو الثقافي ومعطيات العصر العلمية.
وتحدث عدد من الأساتذه في قسم اللغة العربية عن جماليات اللغة العربية في القرآن الكريم ودورها في مواجهة التحديات الراهنة التي تستهدف فكر الأمة وأنماط سلوكها وإحلال الثقافة الاستهلاكية مؤكدين أن اللغة العربية استطاعت أن تحقق انتشارا واسعا في العالم.
ودعوا إلى الاهتمام أكثر باللغة العربية الفصحى وجعل حركة التجديد اللغوي جزءا من نهضة عربية شاملة ومواجهة التحولات العولمية الجديدة والعمل لتكون الثقافة العربية هي الثقافة الأصيلة المتطورة مع الزمن.
وفي دير الزور أشار رئيس جامعة الفرات الدكتور علي العلي خلال الندوة التي حملت عنوان “اللغة العربية والخط العربي” إلى مواكبة الجامعة لتطورعلوم اللغة العربية وطرائق تدريسها وسماتها وخصائصها ومصطلحاتها التي دخلت العلوم واللغات المختلفة.
وأكد الاستاذ المحاضر في كلية الآداب وليد حداد ضرورة التمسك باللغة العربية الفصحى معتبرا أن اللغة السليمة ضرورة لنمو الفكر والتعليم.
ووصف الأستاذ المحاضر في كلية الآداب مؤيد العبود اللغة العربية بأنها لغة روحية ووعاء لقيم العرب ومثلهم وآخت بين القيم الجمالية والإنسانية من خلال الإعجاز والإيجاز.
واستعرض الخطاط محمد القاضي أنواع الخط العربي وطرق رسمها وتاريخ نشأتها وتطورها وقواعد كتابة الخط العربي مبينا أن الفنانين التشكيليين استطاعوا أن يرسموا أجمل اللوحات من خلال الخط العربي.
ويحتفل باللغة العربية يوم 18 كانون الأول من كل عام ذكرى إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.
معرض للخط العربي في ثقافي الحسكة
وفي سياق نفسه أقام المركز الثقافي العربي في مدينة الحسكة اليوم معرضا فنيا للخط العربي للفنان حسان العزاوي وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف يوم غد تضمن 14 لوحة تم خلالها توظيف الحرف العربي بلغة فنية جمالية معاصرة تحاكي تاريخ المنطقة منذ ولادة الأبجدية وحتى يومنا هذا.
وذكر الفنان العزاوي في تصريح لمراسل سانا أنه حاول من خلال لوحات المعرض إبراز الهوية العربية وتمسك الإنسان العربي بأصالته وتاريخه وإرثه الثقافي المتمثل باللغة العربية الأم المتفردة عن باقي لغات العالم مبينا أنه تم توظيف الحرف العربي تشكيليا من خلال اختيار الخط الكوفي النبطي غير المنقط في لوحات المعرض لما له من ارتباط وثيق بتطور الحضارة العربية الإسلامية.
وبين أنه استخدم الألوان الترابية التي تعبر عن الحياة اللونية المنتشرة في المنطقة المتدرجة بين الباردة والدافئة نسبيا كما حاول إيصال عدد من الرسائل تتمحور حول ضرورة تمسك الإنسان العربي بتاريخه المجيد والتشبث بالقضية الفلسطينية.
وفي سياق متصل قدم المؤلف والمخرج المسرحي إسماعيل خلف محاضرة حول استخدام اللغة العربية الفصحى في المسرح ودلالتها اللغوية وكيفية إيصال الرسائل المتنوعة بجزالة لما تتميز به هذه اللغة من قوة مشيرا إلى أن المسرح يحتمل إدخال العديد من اللغات وتوظيفها حسب رؤية مؤلف ومخرج العمل إلا أن تفرد اللغة العربية يعطيها مكانة مرموقة بين جميع اللغات.
