الشريط الإخباري

مزارعو حماة: موسم زراعي مبشر وبذار القمح والشعير غير متوافرة

حماة-سانا

يشكو فلاحو حماة عدم توفر بذار القمح والشعير بشكل كاف لسد احتياجات أرضهم وصعوبة الحصول عليها من مؤسسة إكثار البذار الأمر الذي يشكل لهم إحباطا بعد استبشارهم بموسم خير عقب الهطلات المطرية المبكرة.

ولم يخف مدير فرع مؤسسة إكثار البذار في حماة المهندس “موفق العبود” النقص الحاد في كميات البذار لدى المصارف الزراعية في المحافظة مبينا أن فرع المؤسسة يواجه معاناة تتمثل في عدم توفر وسائط النقل اللازمة لشحن البذار إلى بعض مناطق المحافظة خصوصاً إلى الغاب وسلمية إلى جانب زيادة ساعات التقنين الكهربائي والتي تشكل تحدياً أمام عمل المؤسسة في تشغيل مختلف آلياتها.

فيما يكشف مصدر في فرع مؤسسة إكثار البذار أن “سبب أزمة بذار القمح والشعير هذا العام يعود إلى وجود غربال كهربائي وحيد يعمل حالياً لدى المؤسسة وهو غير قادر على تلبية احتياجات مناطق المحافظة من البذار المعقم والمغربل والمحسن” مشيراً إلى أنه كان “يتوجب على إدارة المؤسسة تشغيله واستثماره منذ شهور تجنباً لحصول أزمة بذار تثقل كاهل فلاحي ومزارعي محافظة حماة”.

من جهته يؤكد مدير فرع المصرف الزراعي في سلمية “عدنان اسماعيل” أن كميات بذار القمح التي وزعها المصرف خلال تشرين الثاني الماضي لم تتجاوز 45 طناً من أصل 200 طن كان ينبغي توزيعها و650 طناً من الشعير من أصل 5000 طن.

ويحذر مدير فرع المصرف من التأخير في تسليم مادة الشعير كون منطقة سلمية تعتمد على هذه الزراعة بشكل أساسي وعلى زراعة قمح إكساد في المرتبة الثانية مبينا أن هطل الأمطار بشكل مبكر وغزير هذا العام يعني صعوبة عملية زراعة الأراضي الرطبة والتي كان من المفترض أن تكون في هذه الفترة مزروعة جميعها.

ويعزو معاون مدير زراعة حماة الدكتور بسام بازرباشي تأخر بعض الفلاحين في زراعة أراضيهم ومحدودية نسب التنفيذ للظروف الجوية السائدة حالياً والهطلات المطرية التي سببت بللاً في الأراضي وعدم القدرة على نثر البذار فيها فضلا عن تعاقد الكثير منهم مع فرع مؤسسة إكثار البذار في المحافظة لاستجرار كميات البذار اللازمة لأراضيهم وعدم قدرة المؤسسة على تأمينها لهم بالمواعيد والكميات المحددة نتيجة زيادة ساعات التقنين الكهربائي وتوقف عمل غرابيل البذار لفترات طويلة وبالتالي تراجع طاقته الإنتاجية والتشغيلية.

وبين الدكتور بازرباشي أن ما شهدته مناطق محافظة حماة من أمطار غزيرة وصلت إلى 160 ملم ما يماثل نحو نصف المعدل السنوي للأمطار أي كمية عالية قياساً لمثل هذه الفترة من السنة ومبشرة بمواسم زراعية خيرة الأمر الذي يشجع الفلاحين على زراعة أراضيهم خلال الأسابيع المقبلة في حال توفر البذار مشيراً إلى أن خطة زراعة حماة لهذا الموسم تشمل زراعة أكثر من 34 ألف هكتار من القمح ونحو 135 الف هكتار من الشعير.

وأعداد الفلاحين الكبيرة التي تقف أمام المصارف الزراعية بحماة ولاسيما في منطقة الغاب بانتظار أخذ البذار تمثل دليلا واضحا على المشكلة ويرى مدير مصرف زراعي السقيلبية محي الدين راجح “أن فلاحي المنطقة محقون في استيائهم وتذمرهم من قلة البذار ويتواجدون أمام المصرف منذ الصباح الباكر لكن لا يوجد لدينا أي بذار”.

ولفت الراجح إلى أن خطة المصرف من بذار القمح هي 7500 طن تم تأمين 1000 طن منها حتى الآن على دفعات مبيناً أنه تم التنسيق مع فرع مؤسسة إكثار بذار حماة لافتتاح مركز لتوزيع البذار في قلعة المضيق للغربلة والتوزيع لمزارعي القسم الشمالي من سهل الغاب.

وتساءل محمود أحد فلاحي الغاب “أين كان فرع إكثار البذار طيلة فصل الصيف الماضي من غربلة البذار” معتبرا أن ما يتم تداوله وتصريحات إدارات المؤسسات الحكومية المعنية عن تأمين مستلزمات الإنتاج الزراعي من سماد ووقود وبذار بعيدة عن الواقع تماما بدليل وجود هذا الحشد الكبير من الفلاحين أمام المصارف الزراعية وفرع مؤسسة إكثار البذار”.

ويقول محمود “نريد أن نزرع البذار قبل أن يغرق سهل الغاب بمياه الأمطار وتتعذر حراثة الأرض” مشيرا إلى أن مشكلة غياب بذار القمح عرقلت وأخرت تنفيذ خطة زراعة المحصول لهذا العام.

وتأتي حماة في مقدمة المحافظات السورية في زراعة القمح والشعير وتشكل ثقلاً مهماً في إنتاج هذين المحصولين الاستراتيجيين اللذين يلعبان دوراً بارزاً في استقرار الأمن الغذائي ودعم الاقتصاد الوطني ما يبرز ضرورة اتخاذ كل الإجراءات والتدابير اللازمة للحفاظ على ريادة هذا المصدر الهام للحبوب واستمرار إنتاجه.