تجدد الاحتجاجات الشعبية في واشنطن المنددة بعنصرية الشرطة الأمريكية والمطالبة بالحقوق المدنية

واشنطن-سانا

تجددت المظاهرات الشعبية الحاشدة اليوم في واشنطن احتجاجا على الممارسات العنصرية السائدة لدى نظام الشرطة الأمريكي والمطالبة بإقرار الحقوق المدنية بعد مقتل ثلاثة شبان من أصول أفريقية برصاص عناصر في الشرطة استسهلوا إطلاق الرصاص عليهم للونهم المختلف.

وقد شهدت واشنطن كما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية عدة مسيرات كبرى جابت الشوارع طوال اليوم مطالبة الكونغرس الأمريكي باعتماد قانون يرفض الربط بين الأوصاف العرقية والسلوك.

وقالت لورا مورفي من جمعية الدفاع عن الحريات الفردية في الولايات المتحدة “يجب وقف الربط بين الأوصاف العرقية والسلوك اعتبارا من الآن ونحن موجودون في هذه المظاهرة اليوم وسنكون هناك غدا وسنبقى إلى حين إنجاز العمل”.

ونظمت المظاهرة بمبادرة من القس آل شاربتون الشخصية البارزة في مجال الحقوق المدنية في الولايات المتحدة وأطلق عليها اسم “العدالة للجميع” حيث ضمت خصوصا أفرادا من أسر مايكل براون واريك غارنر وتامير رايس وكلهم أميركيون من أصول أفريقية قتلوا على أيدي الشرطة في الأشهر الماضية حيث أيقظ مقتل هؤلاء الأشخاص من جديد شبح العنصرية في الولايات المتحدة وجرت عدة مظاهرات احتجاجا في الأسابيع الماضية في المدن الأميركية الكبرى.

واحتشد عشرات آلاف الأشخاص وأغلبهم من السود بهدوء ظهرا في ساحة الحرية وسط العاصمة الأميركية وهم يرددون “لا عدالة لا سلام” في الولايات المتحدة رافعين لافتات كتب عليها “العنصرية مرض والثورة هي الحل أو أوقفوا رجال الشرطة القتلة” ولا تطلق النار أنا أبيض أو حتى حياة السود لها قيمة” ثم يعتزمون التوجه بكثافة الى مبنى الكابيتول الذي يعد المجلس التشريعي للحكومة الأمريكية ويقع قرب مقر الكونغرس.

وقالت زوجة اريك غارنر أول ضحايا عنصرية الشرطة والذي قضى اختناقا في تموز الماضي أثناء توقيفه بشكل عنيف من قبل الشرطة في نيويورك في كلمة خلال المظاهرة “أنا لست موجودة هنا لكي أشارك في المظاهرة من أجل إريك غارنر فقط وإنما من أجل كل فتياتكم وأبنائكم وعائلاتكم”.

كما شارك في مظاهرة واشنطن أفراد من عائلة ترايفون مارتن الشاب الأسود البالغ من العمر 17 عاما والذي قتل في شباط 2012 في فلوريدا برصاص حارس حين كان يسير ودون سلاح في حي سكني.

وكانت الاحتجاجات تأججت في الولايات المتحدة ضد عنف الشرطة والعنصرية على خلفية تبرئة رجال شرطة مسؤولين عن قتل العديد من السود في أكثر من مدينة أمريكية في إشارة إلى أن رواسب العنصرية داخل الولايات المتحدة التي لا تزال متجذرة فيها في وقت تتشدق فيه الولايات المتحدة برفع شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان في العالم ووضع التصنيفات لتقييم الدول في هذا المجال.

وكان الآلاف من الأمريكيين تظاهروا مطلع الشهر الجاري في نيويورك وشيكاغو وبوسطن وفيلادلفيا وبالتيمور وواشنطن تنديدا بالصمت على انتهاكات رجال الشرطة بحق السود وإفلاتهم من العقاب.