آثار وحياة على مدى مئة عام

درعا-سانا

في مدينة إزرع بدرعا يجسد أحد البيوت الأثرية التي تشتهر بها المدينة ملامح القدم والعراقة إذ نحت على جدرانه وأحجاره الرملية تاريخ الحضارات التي مرت بالمدينة.

ميلاد مطرود رئيس شعبة آثار إزرع أوضح لـ سانا “سياحة ومجتمع” أن البيت يقع مقابل الجامع الصغير وهو عبارة عن سوية رومانية مبيناً أن البيت يضم حجارة من منازل قديمة عبارة عن قواعد أعمدة وتيجان ومنحوتات وأضاف إن البيت ما زال مأهولاً منذ أكثر من 100 سنة من قبل عائلة تحافظ على شكله وطابعه الأثري.

بدوره أشار الباحث في تاريخ وتراث حوران نضال شرف إلى أن النقوش الحجرية في البيت تدل على تطور النحت المعماري والزخرفي في هذه المنطقة لافتاً إلى أن المنزل المذكور يضم نقوشاً تمثل أوراق الأرضي شوكي والزخارف البيضوية واللؤلؤية والمستديرة والتيجان الكورنثية والزينات البارزة والهندسية.

وأضاف إن البناء تزيده جمالاً التيجان المنحوتة على الحجارة التي أعطت قيمة مضافة للفن المعماري القديم.

وبين أن الزخرفة في البيت لها تأثيرات بالعهد الروماني والبيزنطي وتصور التيجان في المنحوتات الموجودة صوراً لنبات الأرضي شوكي بأشكاله المتعددة ومنها الحلزوني المدموج نحو الداخل مع زخرفة نباتية بين الحلزونتين وأشكال بيضوية أفقية مع زنار محزز مشيراً إلى أنه في منتصفها مكتوب تاريخ البناء أو الملك.

واكد أن الفن الحوراني تطور بشكل ملحوظ من منتصف القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن السابع الميلادي وكل قرن يحتاج لدراسة شاملة.

وعرفت مدينة إزرع عبر التاريخ بعدد من التسميات منها “زرافا” و”زرع” و”زرا” و”إزرع” وقد وصفها الرحالة بورتر بأنها أسقفية من الدرجة الأولى في تاريخ الغساسنة وفيها كنيسة جاورجيوس 512 ميلادي وكنيسة القديس إلياس وموقعهما سابقاً كان معبدين وثنيين للإله ثياندرينس.

قاسم المقداد

انظر ايضاً

من إحياء أبرشية حلب الذكرى 109 لمجازر الإبادة السريانية

تصوير: فراس اليوسف