ضعف سوق العمل و الضيق المادي.. أبرز تحديات الشباب المعاصر

السويداء-سانا

فرضت التغيرات المتسارعة في إيقاع الحياة العصرية مجموعة متزايدة من الضغوط و التحديات التي باتت تعترض مسيرة الشرائح الاجتماعية المختلفة لكن المؤكد في الأمر أن العبء الأكبر يثقل كاهل الشباب دون سواهم اذ تتعاظم مسؤولياتهم في ظل أحوال معيشية ضاغطة فيتقن البعض منهم فن التصدي لها و التعامل معها في حين يركن آخرون إلى مناخات من التوتر و القلق و الإنزواء دون قدرة منهم على مواجهة واقع الحال.

و تشير العديد من الدراسات و الأبحاث في هذا المجال إلى ضرورة الوقوف في وجه هذه الضغوطات استنادا إلى كثير من الحكمة و الواقعية تفاديا لجملة من المخاطر المحتملة و التي قد يطال تأثيرها إمكانيات الشباب و قدراتهم على أداء واجباتهم الاجتماعية المختلفة و حتى إمكانية تنفيذ أعمالهم المهنية و مهامهم الحياتية اليومية.

في هذا السياق يرى الشاب جودت غانم أن المشكلات التي تواجه الشباب سواء كانت مرتبطة بالمحيط الاجتماعي أو بالظرف الاقتصادي العام فإنها تدفع الكثيرين إلى البحث في كل اتجاه لإيجاد مخرج ما قبل أن يبدأ أحدهم بالدخول في نفق الشدة النفسية التي تترك آثارها ليس على الفرد و حسب إنما على المجتمع ككل مبينا “أن المرحلة الراهنة التي يمر بها الشباب هي مرحلة توتر تسودها المعاناة والضغوط الاجتماعية والخوف من المستقبل”.

وأضاف.. أكبر مشكلاتنا تتمثل في الجانب المادي حيث يعجز العديد من الشباب اليوم عن تأمين بعض الحاجات الأساسية ما جعلهم يعانون من مشاكل اجتماعية ونفسية تؤثر على عملهم وتصرفاتهم اليومية و أكثر من ذلك على حياتهم العاطفية و الأسرية.

أما الشاب مهران زيدان طالب جامعي فأكد أن أكبر المشكلات التي يواجهها الشاب اليوم هي قلة فرص العمل وضعف القطاع الخاص وعدم قدرته على استقطاب الشباب لأسباب متعددة.

وتابع.. بالنسبة لي سعيت إلى مواجهة هذه الضغوط جميعها فحاولت بداية أن أسافر إلى الخارج إنما تعثرت بعدة عراقيل فما كان مني إلا أن باشرت عملا خاصا بالتعاون مع أحد أصدقائي لأدعم دخلي الشهري رغم أن هذا المشروع بعيد عن مجال دراستي و اختصاصي.

الأمر نفسه أكد عليه الشاب رامي الباسط خريج معهد تبريد و تكييف موضحا أن عدم تمكنه من العمل في مجال اختصاصه دفعه للتحول إلى العمل في محل لبيع الألبسة و حتى هذه اللحظة لم يستطع تأمين مسكن ولم يتزوج مبديا انزعاجه مما حصل معه وخاصة أنه مسؤول عن أسرته باعتبار أن والده رجل مسن و ليس من عمل يقوم به.

من ناحيته أوضح الباحث الاجتماعي أنس الصفدي أن مصادر الضغوطات لدى الشباب تتنوع بين الأسرية والمهنية والمادية والاجتماعية و مجملها ضغوطات قد تؤدي بالشباب إلى حالة من عدم الاستقرار النفسي و العاطفي و السلوكي الأمر الذي يتطلب منهم العمل على إيجاد الحلول ولو بشكل جزئي و التدرب على مواجهتها والتحلي بالمرونة إزاءها و الابتعاد عن التفكير السلبي واعتبار الضغوط نوعا من الاختبار لهم.

و أشار الصفدي إلى أن تأثير هذه الضغوط تختلف بين الشباب وفقا لعوامل عديدة منها الحالة الانفعالية لديهم ومستوى تفكيرهم و مناخهم الأسري ومدى ثقة أحدهم بنفسه و لذلك تتفاوت ردة فعل كل منهم تجاه الظروف العامة نفسها لافتا إلى أنه و على الرغم من قدرة البعض على التعامل مع هذه الضغوط إلا أن تكرارها قد يؤدي لاستنزاف الكثير من طاقات الشباب في مواجهتها.

و بين الباحث الاجتماعي ضرورة تنفيذ الشباب لأعمالهم وواجباتهم في أوقاتها وعدم تأجيلها كي لا تتراكم مخلفة مزيدا من الضغوط بالاضافة إلى أهمية التواصل الاجتماعي مع الآخرين كونه يخفف من حدة الضغوط و الاستمتاع باللحظات السعيدة في الحياة وعيشها بكل تفصيلاتها لما لها من أهمية كبيرة في تحصين العقل الباطن وعدم نقل ضغوط البيت إلى العمل أو المدرسة و بالعكس كما اللجوء إلى استشارة المختصين عند تفاقمها وإقامة ندوات و ورشات عمل تعرف الشباب بآلية التعامل مع الضغوطات وآليات مواجهتها.

عمر الطويل