“في تجربة هيام جاموس” أوان تالفة تتحول لأعمال إبداعية

اللاذقية-سانا

من الهواية إلى الاحتراف شقت الشابة هيام جاموس طريقها نحو فن الرسم على الزجاج بعد أن اغتنت مخيلتها بسلسلة لا تنتهي من صور هذه الحرفة الدمشقية القديمة والتي طالما زينت الحارات والبيوت في المدن القديمة فإذ بها بعد طول تعلم ودراسة تبدأ بتحويل الاواني البلورية التقليدية إلى تحف فنية تزين الزوايا
وتضفي على الأماكن بريقا جماليا خاصا حتى باتت هذه المجسمات المزركشة اشبه بهوية فنية تعكس العمق الابداعي للفنانة الشابة.

لطالما داعبت الألوان والزخرفات المنقوشة على النوافذ العتيقة مخيلتي الطفولية.. بهذا افتتحت جاموس حديثها لنشرة سانا الشبابية موضحة أن تلك الجماليات الآخاذة كانت وراء سعيها المتواصل لتعلم الرسم اولا باعتباره مرحلة اساسية نحو فن النقش على الزجاج ورغم انشغالها وضيق أوقات الفراغ إلا أنها لم تستطع التخلي عن هذا الشغف المتنامي في داخلها. 2

وأضافت.. استطعت بفضل بعض الصديقات ممن يشتغلن في هذا المجال أن استدل على عدد من المحترفين في هذا الحقل فبدأت التعلم على أيدي عدد منهم وكنت تلميذة نجيبة واظبت على دروسهم وتدريباتهم بشكل جيد فما كان مني إلا أن ازددت يوما بعد آخر عشقا لهذا الفن الجميل.

وأشارت الفنانة الشابة إلى أنها بدأت أولا بتعلم مبادئ الرسم الأولية منتقلة بعد ذلك إلى أساليبه وتقنياته المختلفة ومن ثم بدأت تتعلم كيفية التحكم بالخطوط والألوان لتنفيذ عمل ما وبعدها انتقلت إلى الرسم على الزجاج حيث باتت أكثر قدرة على انجاز الفكرة التي تجول في رأسها فهي تطبقها أولا على الورق وتعدل فيها إلى أن تخرج بصورة متقنة ثم تنتقل إلى رسمها على الزجاج.

وأوضحت جاموس أن الأفكار التي تقوم بالاشتغال عليها متنوعة فرسوماتها غالبا ما تأخذ شكل ورود أو زخارف أو طيور وبعض اشكال الحيوانات إلا أن أيا منها يمكن أن يستغرق عدة مراحل للانتهاء منه ففي بعض الأحيان يستلزم الأمر تلوين جزء من العمل وتركه حتى يجف تماما قبل الانتقال إلى تلوين جزء آخر وهذا يعتمد على الفكرة المطروحة والتقنية المستخدمة بالإضافة إلى الشكل المتخيل.

هذا العمل إجمالا يحتاج كما قالت إلى دقة وصبر وتأن وهو يستغرق غالبا وقتا وجهدا خاصة بعد البدء بنقل الرسم من الورق إلى الزجاج حيث لا يحتمل الامر كثيرا من الخطأ وإلا فيمكن أن تدعو الحاجة لاعادة الشغل من جديد وخصوصا في مرحلة التلوين التي تعتبر المرحلة الاصعب.

من ناحية أخرى اكدت الفنانة الشابة أن عملها هو فن صديق للبيئة حيث تعمد إلى تدوير الكثير من التوالف المنزلية وتوظيفها في انتاج المجسمات المختلفة فهي تجمع كافة الاواني الزجاجية في محيطها من عبوات وزجاجات فارغة وصحون قديمة فترسم عليها محولة كل منها إلى شكل آخر يختلف تماما عن سابقه حتى أن البعض لا يصدق أن ما كان ينوي رميه في القمامة يمكنه بعد الاشتغال عليه أن يزين به احدى زوايا المنزل.

واضافت جاموس.. اشعر بكثير من الطمأنينة و الراحة النفسية وأنا اقوم بالرسم على الزجاج اذ يخلصني هذا العمل من ضغوط الحياة اليومية ويدفعني إلى مستو عال من الاسترخاء والتأمل رغم أن بعض المراحل تستدعي التركيز الشديد إلا أن ما اقوم به يشعرني بالاستقرار والرضا الكامل عن الذات كما يمنحني قوة داخلية كبيرة لم اكن امتلكها في السابق.

وتابعت.. لا يمكن إهمال الجانب المادي ايضا فقد بات هذا العمل بمثابة مصدر رزق بالنسبة لي حيث ابيع المنتجات الفنية التي أنفذها والتي اصبحت تحمل بصمتي الخاصة وهو شيء يشعرني بالسعادة والارتياح خاصة وأنا اتطلع إلى المستقبل وكلي تصميم على تطوير عملي والانتقال به إلى آفاق أكثر سعة ورحابة.

بشرى سليمان