مدرسة الصناعة 2 في الشيخ نجار بحلب.. قصة جديدة يكتبها السوريون بصمودهم

حلب-سانا

تدب الحياة تدريجيا في المدينة الصناعية بالشيخ نجار وتعود على وقع أصوات العمال والآلات ولتكتمل دورتها حول الصناعيون معملا متوقفا إلى مدرسة استقبلت حتى يومنا هذا نحو 270 تلميذا بعضهم انقطع عن التعليم لأكثر من عامين.

“لن نكتفي بالعمل بل سنقوم بواجبنا تجاه المجتمع” بهذه الكلمات لخص رئيس اتحاد غرف الصناعة فارس الشهابي مبادرته بافتتاح مدرسة ضمن معمله المعد لتعبئة زيت الزيتون بالمدينة الصناعية والذي خربته التنظيمات الإرهابية المسلحة ونهبت معداته.

ويذكر الشهابي أن افتتاح المدرسة تم بالتعاون مع مديرية تربية حلب لأبناء العمال والأطفال المهجرين جراء الإرهاب ويقول “اقترحت أن تتم تسميتها باسم الشهيد العميد الركن إياد حرفوش الذي استشهد في منطقة الشيخ نجار”.

ويشير الشهابي إلى وجود مساع دائمة لإعادة الحياة إلى المدينة الصناعية كافتتاح المدرسة وإيصال اللقاحات إليها بالتعاون مع وزارة الصحة إلى جانب تأمين مستلزمات العمل وأبرزها المحروقات والكهرباء وجدولة القروض مشيرا إلى إقلاع 300 منشأة في المدينة و “أن العدد بازدياد”.

ويدعو الشهابي الجميع لدعم العملية التعليمية “لأن تعليم الأطفال يعني الحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة ومستقبل سورية”.

ومدرسة الصناعة 2 التي افتتحت في الخامس والعشرين من الشهر الماضي مخصصة للمرحلة الابتدائية وتضم ثمانية صفوف وفقا لمديرتها بانة سليمان التي تؤكد في تصريح لـ سانا أنه ومنذ افتتاح المدرسة والأهالي يتوافدون لتسجيل أبنائهم ويعبرون عن سعادتهم بهذه الخطوة واستعدادهم لتقديم أي دعم ولا سيما أن بعض الأطفال اضطر للانقطاع عن التعليم لأكثر من سنتين نتيجة الأزمة.

وتبين سليمان أنه وبدعم من مديرية التربية والصناعيين يتم توفير الكادر التدريسي ومستلزمات العملية التعليمية كافة من مقاعد وكتب ومازوت للتدفئة كما تم توزيع حقائب مدرسية على التلاميذ ومعونات غذائية على أسرهم المتضررة.

وتعرب سليمان عن أملها بنجاح هذه التجربة وتعميمها ليتمكن كل طفل من الحصول على حقه في التعليم.

وبدأت فكرة المدرسة كما يقول مدير تربية حلب ابراهيم ماسو بعد إعلان الجيش والقوات المسلحة إعادة الأمن والاستقرار إلى المدينة الصناعية بالشيخ نجار وبدء عملية إعادة تشغيل وإقلاع المصانع والمعامل حيث كان لابد من وجود مدرسة تستقبل أطفال العمال والموظفين والمستخدمين وطرحت الفكرة مع رئيس اتحاد غرف الصناعة فأعلن استعداده لتقديم معمل الزيوت كمبنى للمدرسة.

ويشير ماسو إلى أن المديرية بالتعاون مع غرفة الصناعة تسعى لتأمين مستلزمات المدرسة حيث أرسلت اليوم نحو 80 مقعدا إضافيا نظرا لتزايد عدد التلاميذ والذي وصل حتى اليوم إلى 272 تلميذا.

وكشف وجود نية لدى المديرية بافتتاح مدرستين ضمن المدينة الصناعية في الكتلتين الاولى والثالثة لاستيعاب تزايد أعداد الطلاب حيث المدرسة الحالية تقع في الكتلة الثانية وتضطر لاستقبال التلاميذ من الكتل الثلاث.

ويرى ماسو أن افتتاح المدرسة حقق هدفين الأول احتضان الأطفال ورعايتهم وتوفير حقهم بالتعليم والثاني تشجيع العمال على القدوم إلى المدينة ومواصلة عملهم وتحقيق عودة مزيد من المعامل المتوقفة.

ويعرب ماسو عن تفاؤله بتحسن العملية التعليمية حيث ارتفعت نسبة الطلاب الذين التحقوا بالمدارس هذا العام 40 بالمئة عن العام الماضي ما يبشر على حد قوله بواقع تعليمي أفضل.

ويعزو مدير التربية تحسن نسبة الالتحاق بالمدارس إلى استعادة 20 مدرسة كانت مراكز إقامة مؤقتة مع العمل على استعادة 49 مدرسة أخرى وعودة الاستقرار إلى بعض المناطق والقرى.

مدرسة الصناعة 2 قصة جديدة يكتبها السوريون عن إرادة الحياة التي تصنع معجزات كل يوم وتتحدى الإرهاب والموت.

قصي رزوق ودينا سلامة