درة من التحف الذهبية الأثرية السورية

دمشق-سانا

تفنن صناع الحلي والمصاغ الذهبي السوريون منذ القدم في ابتكار أجمل قطع الحلي الذهبية المشغولة وشهد لهم العالم بالسبق فيها.

ويقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار أن صناع الحلي والمصاغ الذهبي في سورية قديما عرفوا كيفية الاستفادة من خصائص الذهب كمعدن مرن قابل للطرق والسحب ومقاوم للتآكل والصدأ بسبب عدم تفاعله مع الأوكسجين وعدم تأثره بالماء والهواء والرطوبة وكمعدن يحتفظ بلمعانه وتفننوا في طرق تصنيع الذهب وخلطه مع المعادن الأخرى بهدف زيادة قوته والحصول على درجات صلابة وألوان متعددة.

ويشهد على ذلك كما يقول المؤرخ السوري مشبك من الذهب مؤرخ بالعصر الروماني بالفترة الواقعة ما بين القرنين 2 و 3 ميلادي زين بحجارة الياقوت الأحمر المسمارية الشكل وبحجر البجادي والزمرد وزخرفت القطعة الذهبية بكريات ذهبية صغيرة و حبيبات ملتحمة ببعضها البعض و يبدو في وسطها صورة سيدة ربما كانت إلهة أو ملكة شغلت بطريقة التطريق واكتشفت القطعة الذهبية في حماة وهي محفوظة في متحف دمشق الوطني.

وأشار السيد إلى أن سورية استوردت قديما الذهب بشكل رئيسي من مناجم الذهب المنتشرة في الصحراء الشرقية من وادي النيل في مصر وبلاد النوبة كما استوردت الزمرد وهو حجر أخضر استخرج من مناجم مصر.

يذكر أن الذهب أول فلز تم التعرف عليه من قبل الإنسان منذ العصر الحجري الحديث نحو 8000 قبل الميلاد ويوجد نوعان أساسيان من راكزات الذهب هما العروق والروافد و اكتشف الذهب قديما على شكل فلزات وفي باطن التربة وقعر الأنهار كما وجدت عروقه بين طبقات حجر الكوارتز الشفاف.

عماد الدغلي