في السادسة والثمانين من العمر ويرفض التقاعد

دمشق-سانا

مازال العم محمد عدنان الجولجي البالغ من العمر 86 عاما يرفض التقاعد ويمارس مهنته التي احبها منذ نعومة أظفاره الحلاقة الرجالية في صالونه الذي أطلق عليه الوفاء لوفائه بالتعامل مع زبائنه منذ عشرات السنين في سوق ساروجة.

سانا المنوعة التقت الجولجي في محله الذي بالكاد يتسع لكرسيين ومازال محتفظا بديكوره القديم وعدة الحلاقة التي مضى عليها أكثر من خمسين عاما حيث حدثنا قائلا انه يعمل بهذه المهنة منذ أكثر من 76 عاما وتعلمها من والده طاهر الجولجي الذي بقي إلى آخر يوم في حياته يمارس عمله لافتا إلى أنه سيورث المهنة
لولديه اللذين يعملان معه في المحل.

وأضاف رغم تجاوزي عتبة الثمانين إلا أنني أفضل العمل ولا أرغب في التقاعد لافتا إلى أن باب رزقه لم يعد ملكه بل أضحى يختزل تاريخ وذاكرة مدينة بأكملها.

وقال الجولجي إن أغلب زبائنه مازالوا يرتادون المحل لحلاقة شعرهم بوسائل حلاقة تعود سنوات صنعها للخمسينيات من قرن مضى ومازالت تؤدي الخدمة المطلوبة.

وتابع أنه يعمل منذ الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساء دون ملل أو كلل فالمحل الذي يعد الأقدم في ساروجة عمره اكثر من 200 عام يمثل بالنسبة له متنفسا يوميا يلتقي فيه الأحبة الذين يعرفهم منذ أيام الصبا والشباب يتسامرون ويتجاذبون أطراف الحديث متناسين هموم الحياة وأرذل العمر.

وأضاف رغم التطورات التي طرأت على المهنة إلا أنه مازال يحتفظ بادواته البسيطة ولاسيما الموس الذي اعتاد على الحلاقة به فهو يقوم دائما بسنه ليعود كما كان جديدا صالحا للعمل مشيرا إلى أن طريقته في الحلاقة لم تتغير وأن الكثيرين من الزبائن اعتادوا على عمله حتى أن البعض منهم يقطع مسافات طويلة للوصول إليه لحلاقة شعره.

من جانبه قال الشاب زاهر ابن الجولجي إنه تعلم واخاه المهنة من والده وهم يقومون بادارة صالونهم بانفسهم ووالدهم له زبائن كثر والعمل يتطلب أكثر من شخص لافتا إلى أنه يقوم بالحلاقة حسب طلب الزبون لكنه في حال لم يقتنع بالقصة التي يطلبها الزبون يعتذر منه فهو يحب القصات الرجالية القديمة التي تتمتع بهيبة ووقار.

أحد الزبائن قال إنه يواظب على الحضور إلى الصالون منذ أكثر من 50 عاما ولا يفكر أبدا بتبديل أصدقائه الذين اعتاد عليهم وباتوا يعرفون طلبه.

سكينة محمد