الشريط الإخباري

الأكلات الشعبية الحورانية تخلق جوا اجتماعيا وألفة أسرية

درعا-سانا

تجتمع العائلات الحورانية في العطل والأعياد والمناسبات وتزين موائدهم الفطاير الحورانية إضافة إلى خبز القالب وتعتبر هذه الأكلات شعبية متوارثة وتتميز هاتان الأكلتان بغناهما بالمواد الغذائية والسعرات الحرارية فضلا عن دورهما في تنشيط الجسم والدورة الدموية.

وتعتبر الفطاير الحورانية وخبز القالب صنعة حورانية تعمل فيها بعض الأسر التي تقوم حاليا بصنع الأفران والمحال التجارية الخاصة بهاتين الأكلتين لما لهما من طلب متزايد وخاصة من الجيل القديم الذي اعتاد عليها ووجد فيها غذاء هاما لأجسادهم.

وتقول زانة الخالدي إن أكلتي الفطاير والقالب من الأكلات الشعبية التي حافظت على أصالتها على مر السنين حتى باتت تعتبر من التراث الحوراني الأصيل مشيرة إلى أن هاتين الأكلتين تحتاجان إلى التعاون من جميع أفراد العائلة وخاصة النساء والبنات في أعداد العجين و تخميره وصنع أقراص العجين في وعاء مرشوش فيه طحين قبل فتح العجينة ومدها على قطعة قماشية دائرية ومحشوة للتحكم بالحجم ووضع الفطيرة أو القالب في الفرن وتضيف أن أكلتي الفطاير والقالب لهما خصوصية كبيرة في حوران ويزداد الإقبال عليهما في فصل الشتاء مبينة أن الفطاير تنتوع وتختلف الحشوة بين اللحم والبندورة والبصل والكشك والسبانخ والفطر والعكوب والقرع واللبن.

أما عن طريقة صنع الفطيرة فتوضح عائشة العلي أن الفطيرة الحورانية تمر بمراحل متعددة ابتداء بصنع العجينة وتخميرها مرورا برق العجين بشكل مستدير على قطعة دائرية صنعت خصيصا لهذا الغرض انتهاء بوضع الحشوة المكونة من اللحم أو الكشك أو الفطر او القرع حسب الرغبة و تغطيتها بقطعة عجين أخرى ووضعها بالفرن الحوراني لدرجة الاستواء ومن ثم تحميرها في الطبقة العليا لتقدم إلى أفراد العائلة ساخنة وبجانبها زيت الزيتون الحوراني وعصير البندورة.2

أما فيما يخص خبز القالب فتبين العلي أن العجين المخمر يمد على قالب خشبي مدهون بالزيت وعليه رسومات معينة تعطي الخبز شكلا مميزا ثم يوضع بالفرن حتى ياخذ الدرجة المرغوب بها وتحميره قليلا بالطبقة العليا من الفرن الحوراني حسب الرغبة والتناول ساخنا موضحة أنه يدخل في تحضير خبز القالب الطحين والخميرة والملح والقزحة وبعض المواد الأخرى كما تستعمل بعض العائلات الحليب للمحافظة على طراوة الخبز وجودته لفترة طويلة.

وتشير إلى أن المواد الداخلة في صنع الفطاير تشمل الطحين المخلوط زيرو وأسمر للمحافظة على لون الفطيرة والخميرة والبهار والملح والكمون وحبة البركة و السماق وزيت الزيتون إضافة إلى الحشوة المرغوب فيها كشك -لحم -بندورة -سابخ.

وتشير أم محمد إحدى النساء العاملات في مجال صنع الفطاير بالأجرة إلى أنها اتخذت من منزلها الكائن في مدينة درعا مكانا لصنع الفطاير الحورانية بما يحقق لها دخلا يساعدها في تربية أبنائها الذين أصبحوا شبانا يدرسون في الجامعة لافتة إلى الإقبال الكبير على الفطاير والقالب وخاصة من الشباب في المناسبات والسهر.

وتضيف أن بعض الشباب يفضلون الفطاير الحورانية على الصاج الحوراني لرقتها وسهولة أكلها إضافة إلى غناها بحشوة مميزة لافتة إلى أن الأكلات الشعبية في حوران تعتبر تراثا مميزا لأهل المنطقة توارثتها النساء من الأمهات والجدات وحافظن على تحضيرها وفق الطريقة القديمة مع إدخال بعض التقنيات بعد دخول المعدات الجديدة في المطابخ موضحة أن هذه الأكلات ترتبط ارتباطا وثيقا بالإنتاج الزراعي بشفيه النباتي والحيواني ولا سيما القمح واللبن وزيت الزيتون.

وتشير إلى أن هاتين الأكلتين أحبهما الجيل القديم وأقبل على طلبهما الجيل الحديث خاصة في المناسبات السعيدة حيث يجتمع أفراد العائلة من أبناء وبنات مع الزوجات والأزواج والأولاد تلك عادات لها قيمة معنوية كبيرة تتجسد في إكرام الضيف من خلال تقديم الفطائر الحورانية وخبز القالب.

ويصف الطبيب ناصر السليمان اختصاصي صحة عامة هاتين الأكلتين بالمنشط العام للجسم لغناهما بالمواد الغذائية مشيرا إلى أن أكلتي الفطاير والقالب تعملان على تنشيط الخلايا والذاكرة لذلك نرى الجيل القديم ذا صحة جيدة و بنية قوية نتيجة اعتماده في طعامه على منتجات العمل الزراعي الخالي من الإضافات.

وتقول شروق الحمد إن أكلتي الفطاير والقالب مطلوبة بشدة في الريف الحوراني وتطلب أحيانا من النساء اللاتي يحترفن صنع هذه الأكلات مشيرة إلى أن هذه الأكلات تخلق جوا اجتماعيا وألفة أسرية وتعبر عن الطبيعة الحورانية المتميزة بالكرم والضيافة.

ويقوم فرع الاتحاد النسائي في درعا بإقامة معارض سنوية للأكلات الشعبية الحورانية يسلط من خلالها الضوء على أهم الأكلات والمواد التي تدخل في تحضيرها وتقديمها.

روهلات شيخو