سبعة أشهر والولادة المنتظرة..؟؟

بصورة رئيسية هناك لاعبان فقط، الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والباقون جمهور ! لكن الجمهور ليس على نسق واحد … هناك من يساعد بجهوده ولاسيما داخل مجموعة 5 + 1، روسيا وألمانيا مثلاً …

هناك من يعيق بصياحه ونواحه، أكثرهم تأثيراً هي إسرائيل بحكم رهانها الدائم على مجموعة المواقف الأميركية. وإذ تأجلت المحادثات والمفاوضات حول النووي الإيراني، سيكون أكثر الخطائين من المنتشرين على خطوط التماس مهما حاولوا الوصول إلى الملعب، أو حاولوا إيهام العالم بأنهم في وسط اللعبة، هم الذين يعتقدون أنهم بسبب مواقفهم ورغباتهم تأجلت النتائج المنتظرة من المفاوضات.‏

السعوديون أولاً وقبل أن يتبادر إلى أذهانهم أن قدوم سعود الفيصل معوجاً على عكازه إلى فيينا أدى إلى تأجيل الاتفاق، ليتذكروا أن إسرائيل هي الراغبة المؤثرة إلى حد ما عن طريق الولايات المتحدة بإعلان نتائج إيجابية للمفاوضات من عدمه، أو بالأصل، الوصول إلى هذه النتائج. نتوقع أن لدى مقرن بن عبد العزيز الرسالة وكلمة السر التي تلقاها من جون كيري. مراقبون ومتابعون قالوا:إن فحوى الرسالة هو الطلب للسعودية أو الأمر عليها أن تستعد خلال فترة الأشهر السبعة، حتى قدوم الموعد في مسقط، لعلاقات مختلفة مع إيران.‏

في رأينا أن فترة الأشهر السبعة هي فرصة لكل دول المنطقة لتنظر إلى مسألة الدور الإيراني من منظار آخر، خصوصاً فيما يتعلق بتأثر هذا الدور بالموقف الأميركي من إيران وما يتبعه من عقوبات ومعوقات تحاول شل حركة إيران وإحباط مقدراتها.‏

هناك اتفاق مبدئي قاعدته، أن إيران تقبل بالابتعاد عن السلاح النووي، وأميركا تقبل بدولة صناعية متقدمة بالغة الأهمية في المنطقة اسمها إيران مع كل ما يقتضيه وجود مثل هذه الدولة من دور لها في محيط تبدو فيه الأقوى والأقدر والأكثر توازناً تنموياً ووضوحاً سياسياً.‏

لاحظوا الآن أنه وفق ما يعلن من الجميع تقريباً، إن هذا الاتفاق المبدئي يستجيب لرغباتهم كلهم، فالمعترضون المعادون لإيران يقولون أولاً بخوفهم من السلاح النووي .. ومن هنا، من ناحية المكشوف الواضح، يستقطبون مواقف مؤسسات ودول في العالم لن تقف ضد إيران لمجرد أنها دولة مهمة متقدمة، لأهميتها وتقدمها؟ طيف أكيد في محيطها.‏

ثم إن الفشل في الوصول إلى اتفاق يشكل انجازاً تاريخياً بين اللاعبين الأساسيين، أميركا وإيران، محفوف بالكثير من المخاطر للطرفين. وكل منهما في بلده يشكل حالة الدعوة للحوار والممارسة له … وكل منهما يقف في مواجهته قوى محافظة رافضة إلى حد كبير أولوية التفاهم، وبالتالي سيكون الخطر شاملاً ممثلاً بالتصعيد من الطرفين، بما يعكس ما لا يرضي المعارضين في المنطقة عندما يحين قول الحق، حتى إسرائيل التي سيهتز كيانها مع تهديد إمكانية وجود سلاح نووي لدى أي من دول المنطقة باستثنائها هي.‏

الاتفاق قادم، والأشهر السبعة التي تفصلنا عن موعده هي فترة لكل دول المنطقة كي تستعد لواقع جديد تنتفي فيه العداوة وربما الخصومة بين الولايات المتحدة وإيران.‏

بقلم: أسعد عبود