وينفخون في «ائتلاف» مقبور

لم يقتنع «الائتلاف» السوري بأنه مات وشبع موتاً، فخرج من دون أي حياء ليقول إنه عقد اجتماعاً في اسطنبول وناقش مقترحات ستافان ديمستورا المبعوث الدولي إلى سورية وقدّم سلسلة من الاشتراطات لقبول هذه المقترحات.

ما يعرفه السوريون وغيرهم بمن في ذلك الأمريكيون أن «الائتلاف» بات اسماً فقط، وأن لا وجود له في أي مفاوضات قد تجري حول الأزمة في سورية، وهذا الموقف أبلغه الأمريكيون للروس عندما أعلنوا قبولهم أن «الائتلاف» لا يمثل الشعب السوري.

وهذا الكلام ينطبق كذلك على الذين لا يزالون يراهنون على «الائتلاف» وينفخون فيه كالسعودية وقطر وتركيا، ويقدمونه على أنه أحد أطراف التفاوض، علماً أن هؤلاء لو استطاعوا قراءة السياسات الجديدة، واستخلاص العبر من الميدان في سورية، لما اندفعوا إلى هذا الحد في المراهنة على أسماء لا قيمة سياسية أو ميدانية لها، ولا تقدم أو تؤخر في مجريات الأزمة في سورية.

وهنا لابد من التوقف عند مملكة آل سعود بالذات التي ينام حكامها الأصحاء ويفيقون على هاجس سورية ويبدون استعدادهم للغرب وأمريكا خاصة لدفع مليارات الدولارات على شكل صفقات أسلحة أو رشا مباشرة من أجل العمل على «إسقاط الدولة السورية».

وتشير تقارير غربية في هذا الصدد إلى أنهم عرضوا فعلاً رشا على الفرنسيين وعلى أعضاء في الكونغرس الأمريكي لهذه الغاية.

وهذا ما فعلته كذلك مشيخة قطر، التي دفعت فعلاً- حسب التقارير- ما يقارب مليار دولار لمسؤولين نافذين في حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا من أجل تسهيل عبور المجموعات الإرهابية إلى سورية والاستمرار في التواصل معها داخل سورية من أجل نقل الأموال القطرية والسعودية إليها.

وللعلم فإن أعضاء ما يسمى «الائتلاف» السوري المعارض المقبور سلبوا خلال ثلاث السنوات الماضية مئات ملايين الدولارات من الأموال الخليجية، وأن إحدى عضوات هذا «الائتلاف» اشترت ثلاث فلل في نيويورك ولندن، وافتتحت شركة لصهرها في أمريكا من الأموال المسلوبة، كل ذلك من دون أن تتوقف ليل نهار عن الحديث عن معاناة شعب سورية، حتى إنها تظاهرت بالبكاء في أحد لقاءاتها على فضائيات الفتنة وهي تتحدث عن الوضع في سورية.

هذا هو «الائتلاف» الذي يريده آل سعود وآل ثاني مع شركائهم الأتراك يمثل السوريين.

بقلم: عز الدين الدرويش