حماس وتفاعل في نشاط لنشر رياضة اليوغا في طرطوس

طرطوس-سانا

في البداية يشدهم الفضول ثم يحملهم حب التجربة على المشاركة في رياضة غير مرهقة على العشب لمدة ساعة تنتهي بالحماس لتكرار التجربة يوميا وعن كامل إيمان بأنها كفيلة بتغيير حياتهم نحو الأفضل.

هكذا يتفاعل الشباب في طرطوس مع اولى المحاولات الجدية المنظمة لنشر رياضة “اليوغا” في المدينة والتي يقوم بها فريق المركز السوري لليوغا القادم من اللاذقية في زيارة اصبحت منذ شهرين أسبوعية إلى طرطوس متخذا من يوم الجمعة موعدا مناسبا لإشراك أكبر عدد ممكن من الناس ومن حديقة 6 تشرين في المشروع السادس مكانا مثاليا لتلقي مبادئ هذه الرياضة التي توحد بين العقل والجسد.

2

“السوريون أحوج ما يكونون اليوم بالذات إلى إرساء فلسفة اليوغا في حياتهم اليومية عن فهم عميق لها ولفوائدها الجمة” هذا ما تراه وسام خيربك المدربة في المركز السوري لليوغا باللاذقية مشيرة إلى أنه بعد مضي اكثر من ست سنوات على انطلاق المركز شعر القائمون عليه بضرورة التوسع في نقل خبراته وتجربته إلى كل مكان فكانت طرطوس الخيار الأقرب.

وتركز وسام خلال تدريبها مجموعة من الراشدين من مختلف الإعمار على تقنيات اليوغا بدءا من التنفس الايقاعي الذي يتم عبر الأنف إلى البطن مرورا بالعمود الفقري في وضعية مستقيمة إضافة إلى آليات تمطيط الجسم للسماح لجميع الخلايا بالتغذي بالأوكسجين اللازم مبينة أن الأثر السحري لهذه التقنيات يتجلى أولا في الانتعاش اللحظي إلى جانب الإقبال على التفكير الإيجابي والإحساس المتزايد بالجسد مع قدرة اكبر على التركيز تتعاظم مع المثابرة على ممارسة اليوغا كل يوم.

وتقول وسام لنشرة سانا الشبابية “إن الإقبال على المشاركة في طرطوس مازال متذبذبا بين أسبوع وآخر لكن الفريق مصمم على الاستمرار بتدريب أي عدد من الراغبين مهما كان قليلا “موضحة أن الأطفال هم الفئة العمرية التي يمكن التعويل عليها اكثر من غيرها إذ يبقى الطفل كصفحة بيضاء لا بد من ملئها بقيم المحبة والسلام من خلال النقاش بعد كل جلسة تدريب حيث يكون العقل في أوج انفتاحه وقدرته على التلقي والفهم والتركيز.

من جهتها تلفت رجاء ميهوب مسؤولة مشروع الخدمة في المركز السوري لليوغا والذي يعنى بالطهي للمحتاجين والتوعية الغذائية إلى أهمية الغذاء النباتي لمن يريد الاستفادة إلى أقصى حد من اليوغا حيث يساهم هذا النوع من الغذاء في تحسين المزاج وتحقيق راحة نفسية كبيرة داعية وزارة التربية إلى إدخال اليوغا كحصة درسية في المدارس ما يساعد بشكل أكبر على الوصول للأطفال وتعميق معرفتهم بتقنيات اليوغا وإرساء السلوكيات السليمة والقدرة على التركيز في الدراسة والتفكير الإيجابي الذي يستطيعون نقله إلى الجيل اللاحق في مهمة قد لا يستطيع الكبار تأديتها بالشكل الأمثل نظرا لعدم تأسسهم على هذه الثقافة وإن كان إقبال كثير من الكبار على تعلمها دليلا صحيا على الوعي المتزايد بأهميتها.

3

تؤكد مدربة يوغا الأطفال عبير ديوب أهمية كسب ثقة الطفل من خلال التمارين الجماعية المختلفة التي تحمل أسماء محببة غليهم كتمرين القطة والكلب والأفعى والفأرة والتي تساعد على تحمية منطقة الظهر ولتمديد الأطراف والتنفس العميق من الأنف مع كل تمرين إضافة إلى تمرين “أرجحة” الطفل الذي يتخيل المشاركون فيه طفلا صغيرا عند أسفل أقدامهم يريد النوم فيمسك المشارك رجله ويهزها وكأنه يهز الطفل مع رفع القدم إلى الوجه وتقبيل الطفل من جبهته.

أما مدرب يوغا الأطفال علي علي فيؤكد أهمية تعليم تقنيات التنفس الصحيحة للطفل من الأنف وصولا إلى تكوين ما يشبه بالون الأوكسجين في البطن وتفريغه مشيرا إلى أن الجلسات الجماعية أفضل من الفردية إذ تدل على مدى تطور انسجام الفرد مع الجماعة وخصوصا بالنسبة للأطفال الذين يستجيبون أكثر في حالة الجماعة حيث يتطور أطفال اليوغا إلى حالة متميزة من الصحة الجسدية والفكرية والقدرة على ايجاد الحلول وحب مساعدة الآخرين والابتسام والمرح والتخطيط للمستقبل والمرونة في مواجهة مختلف الظروف.

ويبدي المشاركون من طرطوس اهتماما متزايدا بمتابعة الجلسات وتعلم التقنيات لأدائها في المنزل حيث تبين زكية حسين التي تعمل أمينة مكتبة في إحدى المدارس أن الاهتمام باليوغا بدأ بتأثير الفضول ليتحول يوم اليوغا بالنسبة لها إلى أكثر الأيام تميزا وامتلاء بالمعنويات العالية والتفاؤل نظرا لأن التنفس المنتظم والعميق يخفف إلى حد كبير من الشعور بالتعب داعية الناس من مختلف الأعمار لممارسة هذه الرياضة.

وتعبر ليفر ادريس مدرسة التربية الرياضية “عن أملها في اتساع المشاركة في هذه المحافظة التي يمر العديد من أهلها بظروف ضاغطة جراء الأزمة “مؤكدة أنها لمست الآثار المباشرة وبعيدة المدى بفضل الممارسة المستمرة لليوغا التي تكسب المفاصل والعمود الفقري مرونة ملحوظة وتساعد على خفض ضغط الدم والشفاء من الربو أو التخفيف من أعراضه وزيادة المناعة بوجه عام.

رزان عمران