تمثال العفريت بازوزو ملك عفاريت العالم السفلي

دمشق-سانا

العفريت بازوزو ملك أرواح الرياح الخبيثة وممثل آلهة الطقس والحرب والحب والعالم السفلي بشكل رمزي وفقا للمصادر والنقوش الكتابية المسمارية الآشورية الحديثة المؤرخة بالألف الأول قبل الميلاد وهو ابن إله من عالم الجحيم اسمه خنبابو وله روح شريرة لوحش هجين كما يقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف.

ولفت السيد إلى أن تمثال العفريت بازوزو صغير الحجم ارتفاعه 5ر16 سم اكتشف في عام 1978 في القصر الواقع في الزاوية الشمالية الشرقية من المدينة السفلى في واحدة من أشهر الممالك التي أسسها الآشوريون على ضفاف نهر الخابور وهي مملكة “دور كاتليمو” التي تقع على مسافة 75 كلم شمال شرق دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الخابور وتعرف حاليا بموقع تل الشيخ حمد وقد عثر في الموقع الأثري على عدد من الألواح الفخارية المنقوشة بالكتابات المسمارية الآشورية الوسيطة والحديثة والتي تؤكد أن تاريخ المملكة مر بمرحلتين رئيسيتين تؤرخ الأولى بالألف الثاني قبل الميلاد وتؤرخ المرحلة الثانية بالألف الأول قبل الميلاد وبالتحديد بين 800 -500 ق.م.

صنع تمثال الجني بازوزو من النحاس الأحمر ويؤرخ بالعصر السوري المتأخر بالفترة الواقعة ما بين 650/600 ق.م وصور بصورة مرعبة تعبر عن القوة الشريرة التي يمكن له أن يبديها كرئيس للعفاريت ومسؤول عن نشر الأوبئة وهو مخلوق خرافي عبارة عن مزيج من رجل وثور وأسد وطير جارح وعقرب وحية فهو يأخذ شكل رجل مجنح صورة ملامح وجهه بتكشيرة أسد بعينين مخيفتين وله قرنان يعتليان رأسه و تبرز في الجسد مكامن القوة ويحمل جسده العاري زوجين من الأجنحة في الظهر وله ذيل عقرب مقوس تنتهي ذراعيه بمخالب أسد وقدميه بمخالب طير جارح.

يملك بازوزو أيضا خصالا خيرة فهو عفريت ذو سلطة قوية يرجى منه دعم الشفاء بحمايته للإنسان من الأمراض والأرواح الشريرة فيمكن بفضله هزيمة العفاريت الشريرة ومقاومة الرياح النتنة حاملة الحمى وإجبار زوجته العفريتة لاماشتو على الخروج من أجساد المرضى وخاصة النساء الحوامل وقد اكتشفت في عدد من المواقع الأثرية الأشورية في العراق تماثيل ودمى صغيرة أو تمائم فيها صورة بازوزو وكان لوح تعويذ الوقاية يعلق عند فراش المريض وعند فراش النساء الحوامل أو في أثناء الولادة من أجل الوقاية ضد فعل خبث لاماشتو المسوءولة عن الإصابة بأمراض عديدة.

وخلص خبير الآثار السوري إلى أن العفريت بازوزو هو كائن أسطوري خرافي مركب من مزيج من عناصر تشريحية آتية من الإنسان الثور الأسد الطائر الجارح العقرب والأفعى وهو من الآلهة الثانوية للحب والحرب والطقس والمناخ ويعتبر كحامٍ للبشر من الأمراض والأرواح الشريرة.

عماد الدغلي