قرية لبين في السويداء إعمار قديم وآثار تعود للعصر النبطي

السويداء-سانا

سكنت قرية لبين الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة السويداء مع نهايات القرن الثامن عشر من قبل مجموعة من العائلات في العام 1885 وكانت غابة كثيفة من الأشجار الحراجية المثمرة قبل أن يقطعها الاحتلال العثماني من أجل إمداد خط السكك الحديدية بالوقود ولمنع الثوار من الاختباء داخلها ومنذ ذلك الوقت والمحاولات جارية من قبل سكانها لإعادة الخضرة إليها.

ويشير الباحث في آثار المنطقة حسن حاطوم إلى أن أصل تسمية القرية بحسب الأهالي الذين سكنوها منذ البدايات يرجع إلى معنيين ولهما يعود إلى ابنة ملك فرنسي حل بالمنطقة قديما وأطلق عليها اسم “لوبين” والاسم الآخر الأكثر شيوعا يأتي من لب شجرة اللوز “أبو فلقتين” أي التي لها لبان في الداخل وهي
التي اشتهرت قديما بغابة من أشجار اللوز ويبين حاطوم أن إعمار قرية لبين قديم ويعود للعصر النبطي ومن آثارها الباقية حتى يومنا هذا كتابات نبطية وبقايا مبان ذات قناطر وأبواب حجرية وبركتا ماء ومجموعة من الآبار المحفورة في الصخر وبقايا برج ونقوش وكتابات وأفاريز تعود لعهود مختلفة كما يوجد فيها بقايا معبد وثني عائد للآلهة “تيكة” عثر فيه على منحوتة عبارة عن رأس لهذه الآلهة وهو معروض في المتحف الوطني بمدينة السويداء.

ويعمل معظم سكان القرية بالزراعة وتربية المواشي على الرغم من وعورة أرضها الواقعة في منطقة اللجاة فإن الأهالي استصلحوا أرضهم وزرعوها بالحبوب المتنوعة مثل القمح والشعير والبقوليات وهم يعتمدون بشكل كلي على مياه الأمطار ومنذ ما يقارب الخمسة عشرة عاما بدأ الناس بزراعة أشجار الزيتون التي أثبتت قدرة على العيش في هذه المناطق الوعرة والقليلة المياه وزرع الفلاحون أشجار اللوزيات في محاولة إعادة ما كانت عليه القرية فيما مضى عندما كانت غابة كثيفة مزينة بأشجار اللوز.

وتتوافر في القرية العديد من الخدمات الأساسية من بينها مركز صحي متطور يشبه إلى حد كبير مشفى مصغرا تم تدشينه في العام 1998 ووحدة إرشادية تقوم على خدمة الفلاحين بالإضافة إلى الجمعية الفلاحية وشعبة بريد ومركز للهاتف يربط أربع قرى على خط واحد ومدرستين للتعليم الأساسي وبئر لمياه الشرب. يشار إلى أن قرية “لبين” تبعد عن مدينة السويداء حوالي 34 كم.

تقرير سهيل حاطوم